21 أكتوبر 2014

متطوعون شباب يهبون لإثراء الإنترنت بالمحتوى العربي

تذرع جهات وشركات عربية وعالمية بالافتقار للمحتوى العربي على الإنترنت بدوافع مثل التسويق لمنتجاتها وخدماتها أو غير ذلك من الأهداف لكن الأمر لا يحتاج لتسويق فهاهم مجموعة متطوعين من الشابات والشباب السعودي والسوري والمصري والاردني واللبناني يطلقون مشاريع باهرة لإغناء الإنترنت بالأبحاث المترجمة والمواضيع الحيوية التي تهم الجميع في العلوم وغيرها من المجالات الحيوية. 
على الرغم من أن بعض هذه المبادرات انطلقت حديثا إلا أنها بدأت تجذب الآلاف من المتابعين، إذ وصل عدد متابعي موقع الباحثون السوريون أمس إلى 300 ألف متابع على فيسبوك.وكتب حرمون حمية في موقع رصيف مقالا مطولا يستكشف هذه المبادرات المثيرة تحت عنوان "ستة مشاريع شبابية تطمح إلى إعادة العرب إلى عصرهم الذهبي" ويتابع قائلا:" تخيّل مكتبة في القاهرة يُترجم فيها المئات أحدث الاكتشافات العلمية إلى اللغة العربية، ومركزاً في بيروت يترجم نصوصاً وكتباً تتمحور حول علم الاجتماع. تخيّل تجمّعات 

 في بغداد ودمشق لمترجمين ينقلون النصوص الأدبية والثقافية إلى اللغة العربية من دون مقابل مادي ، المئات من الشباب العرب تخيّلوا المشهد وأسسوا مجموعات على الإنترنت، تترجم مواضيع علمية وثقافية متنوعة إلى اللغة العربية. يتابع مئات الآلاف من العرب ست صفحات على فيسبوك، يساهم فيها المئات من المترجمين المحترفين والهواة في خلية نحل تنتج يومياً موادَّ للقارئ العربي المهتم بالاكتشافات العلمية الحديثة، النصوص الأدبية، وما بينهما من إنتاج فكري قدمه الإنسان على مرّ التاريخ. هذه المجموعات هي 
 "ولكل مجموعة قصة تثلج القلوب، ومثلا اشرف على تأسيس موقع الباحثون السوريون مهند ملك، وهو دكتور باحث في جامعة كامبريدج البريطانية، صفحة على موقع التواصل الإجتماعي الفيسبوك أطلق عليها اسم ” الباحثون السوريون“ وهو بالأساس موقع على الإنترنت يروي فضول الباحثين عن المعرفة والعلم أو الوصول إلى معلومات دقيقة حول أي ظاهرة أو موضوع سواء كان يرتبط بالصحة أو الكيمياء أو الفضاء.
يشير موقع الفنار للتعليم العالي في العالم العربي إلى قول المؤسس مهند ملك إن المشروع جاء نتيجة الغضب من سذاجة ما نُشر في كل مكان من مستخدمي وسائل الاعلام الاجتماعية خلال الربيع العربي. حيث وجد الكثير من الناس يصدقون كل ما يرد في التغريدات والمنشورات وكأنها نصوص مقدسة رغم غياب مصدرها الواضح مما يتسبب في سوء الفهم وانتشار الأكاذيب. ” لكوني عالم فإن التمسك بالاستشهادات وذكر المصادر متأصل بداخلي. أردت أن أظهر للناس أن هذا ليس مقصوراً على العلم فقط. إنه أسلوب حياة.”
توافق مادونا بشورة، التي تقود عمل الباحثون السوريون في شمال أميركا في كندا، على ما يقوله ملك. تقول “أشاركه القلق إزاء القبول الأعمى للأكاذيب. أنا صيدلانية ويقلقني بصورة خاصة تصديق الناس للمعلومات الصحية  المغلوطة على شبكة الإنترنت.”
بدأ مشروع الباحثون السوري مع مجموعة قليلة من المتابعين في عام 2011، ليصل اليوم لأكثر من 280 ألف معجب متابع لصفحة الفيسبوك من جميع أنحاء العالم العربي.
يرجع ملك سبب النجاح إلى 325 طالب وباحث يعملون في المشروع من مختلف أنحاء العالم وليسوا جميعهم سوريين. إذ يقومون بقراءة الدراسات وكتابة مقالات وملخصات غير رسمية عن محتواها باللغة العربية، ومن ثم يتم نشرها على موقع المشروع وصفحته على الفيسبوك.  يبدي ملك حماساً أكبر لمشروعه القادم الذي يهدف إلى تحويل صفحة الفيسبوك إلى جمعية وقناة تلفزيونية.
درس ملك في مدرسة فرنسية كاثوليكية للراهبات في دمشق، والده مسلم ووالدته من عائلة مسيحية وهو ما تسبب في حيرة كبيرة له في الكثير من الأحيان. يقول “كنت أصلي إلى مريم المقدسة في الصباح ثم بعد ظهر أيام الجمعة كنت أذهب إلى المسجد. وأذكر أني ذهبت إلى مكة عندما كنت طفلا، وكنت مشوشا جداً.”
لكن ملك لم يعد مشوشا كذلك هو حال هذه المجموعات التي تمشي بخطى سديدة لتقديم بديل عن المعلومات المغلوطة والصحافة الصفراء التي تجذب القراء لمواقعها بعناوين مضللة لأغراض الربح.
الرابط:
http://arabic.arabianbusiness.com/business/education/2014/oct/17/372866/#.VEa3JvmsUkE