05 يناير 2008

نداء الرياض من أجل الوصول الحر إلى المعلومات العلمية والتقنية

نداء الرياض من أجل الوصول الحر إلى المعلومات العلمية والتقنية
انبثقت فكرة الوصول أو النفاذ الحر للمعلومات العلمية والتقنية لدى دول الخليج ودول المغرب العربي من التفاعلات الفكرية الحادثة خلال المؤتمر العلمي الخليجي- المغاربي الثاني، المنعقد بمدينة الرياض يومي 26 - 27 محرم 1427 /25 - 26 فبراير2006، والتي تحاول أن توائم بين إشكالية تضخم المعرفة من جهة، وبين إيصالها إلى من هم في حاجة إليها من جهة أخرى، عبر الاستخدام الأمثل لتكنولوجيا المعلومات والاتصال.
إن الوصول الحر للمعلومات العلمية والتقنية هو في الحقيقة ثمرة لتقليد قديم للحضارة العربية الإسلامية متمثل في رغبة العلماء، في المشرق وفي المغرب، في نشر نتائج أبحاثهم ومؤلفاتهم العلمية دون مقابل مادي، حبا في البحث وفي العلم.
وهو ما يدفع بالمشاركين في المؤتمر الخليجي-المغاربي الثاني للنداء إلى ضرورة إنشاء مكتبة علمية افتراضية/خائلية على الخط، وذلك لتزويد البحاثة، في الوطن العربي وفي العالم، بالمحتوى الكامل لنتائج البحث العلمي، وكذا بالنصوص العلمية المنشورة، معتبرين أن إحداث مثل هذه المكتبة وتغطيتها لجميع ميادين المعرفة العلمية والتقنية وإيصالها بحرية، سيمكن لا محالة من :
تسريع وتيرة البحث العلمي والتقني؛ تقوية الإنتاجية العلمية؛ دعم التواصل بين البحاثة من مختلف التوجهات، وكذا المعارف والأفكار في المجالات المختلفة؛ وضع أسس للتواصل بين الشعوب من خلال اقتسام باكورة البحث العلمي وعن طريق المعرفة.
أما الأدبيات التي يرجى أن تتاح عن طريق الوصول الحر فهي التي يقدمها العلماء دون أن ينتظروا من ورائها أجرا، وتشمل فيما تشمله :
المصنفات ذات الأهمية الخاصة والمتعلقة بماضي وحاضر ومستقبل الوطن العربي؛ المقالات المنشورة في المجلات العلمية المحكمة؛ الأعمال التي لم تخضع بعد للتقييم والتي يرجو مؤلفوها عرضها على الخط للحصول على التعليقات أو الإثراء الضروريين؛ الاكتشافات العلمية الهامة والجديدة التي توصل إليها البحاثة والتي يريدون الإعلان عنها.
من أجل ذلك يهيب نداء الرياض بكل المؤسسات وكل الأفراد الذين يهمهم الأمر للعمل على تحقيق الوصول الحر لكل الأدبيات العلمية، وذلك عن طريق رفع كل الحواجز، بما فيها الاقتصادية، التي تقف عقبة في سبيل تنمية البحث العلمي ومد جسور التواصل بين العلماء.
كما يؤكد النداء على أن الوصول الحر للأدبيات العلمية يقتضي وضعها على الإنترنت لتمكين الجميع :
من القراءة و التحميل والإرسال والنسخ والبحث؛ من حصر المصنفات والمقالات من أجل فهرستها أو استعمالها كمعطيات من أجل البرمجة، أو لأهداف قانونية.
كل ذلك دون أية شروط أو حواجز مالية أو قانونية أو تقنية، باستثناء المتعلقة منها بالحقوق الأدبية للمؤلف والتي تضمن له عدم تجزئة أعماله وحق الاعتراف بإسهاماته وحفظ حقوقه العلمية، وكذا بالإحالة إليها.
وإذ يعترف أصحاب النداء للناشرين، وبالخصوص منهم ناشري المجلات العلمية المحكمة، بالحق الكامل في مردود عادل مقابل الدور الهام الذي يقومون به خدمة للتواصل العلمي، وللبحاثة في حقهم الأدبي في منشوراتهم كبنات لأفكارهم، فإنهم يؤكدون على ضرورة أن تكون نتائج هذه الأبحاث والمنشورات العلمية رهن إشارة البحاثة أفرادا وهيئات ومنظمات ولكل ذي فضول علمي. و هو ما يبقى رهينا باستحداث أنماط مغايرة للبحث والاسترجاع وآليات جديدة للتمويل.
من أجل ذلك يوصي نداء الرياض بتبني موقفين متكاملين لبلوغ هدف الوصول الحر للمعلومات العلمية والتقنية :
الأخذ بالأرشفة الشخصية : وذلك من خلال إيداع العلماء لأبحاثهم الشخصية في أرشيفات إلكترونية متاحة للجميع، وهو ما يتطلب مساعدة تقنية؛ استحداث مجلات علمية بديلة عن المجلات التجارية : وذلك من خلال إحداث عناوين جديدة تنافس الموجودة من حيث المضمون وبأقل التكاليف، أو عناوين تتحمل تكاليف نشرها الهيئات التي يتبعها المؤلفون، كل ذلك مع تشجيع المجلات المتواجدة على التوجه إلى الإتاحة الحرة لمحتوياتها.
وأخيرا يهيب نداء الرياض بالحكومات والجامعات ومراكز البحث والمكتبات والمجلات والناشرين والهيئات العلمية والجمعيات المهنية، وكذا بالعلماء للعمل على رفع الحواجز التي تعيق الوصول الحر إلى المعلومات العلمية والتقنية من أجل مستقبل يصبح فيه البحث العلمي أكثر حرية وأكثر ازدهارا في الوطن العربي وفي العالم أجمع.
نقلا عن موقع
Le Libre Accès a l’Information scientifiques & technique
الوصول الحر للمعلومات العلمية والتقنية
والذي يشرف عليه:
المعهد الوطني للأبحاث العلمية بليون - فرنسا

http://openaccess.inist.fr/imprimersans.php3?id_article=129